بسم الله الرحمن الرحيم
(الســـلام عليكم ورحمة الله وبركاته)
تشاغل الناس عن الكثير من العبادات ركضا وراء ملذات فانية وأحداث يوميه متكررة ,ولم يتيحوا للعقل برهة للتأمل فيما حولهم وفي أنفسهم ,فهل نترك كر الأيام وتتابع الأحداث المتشابهة عائقا لنا عن التفكير والتفكر فيما حولنا, الحقيقة أنه يجب علينا ممارسة هذه العبادة والتعود عليها, فهي من أولى العبادات الموصلة إلى الارتقاء بالمستوى الإيماني للمسلم المعاصر.
فلو نظرنا إلى تلك السماء!بـــم احتوت؟وما لونها؟وهل وصل الإنسان للسماء الدنيا فيها؟كيف تبدو في الصيف؟وكيف تتحول في الشتاء؟
إذا كنا لانعي ذلك فلنحلق بنظرنا إلى تلك السماء في ظلمة الليل ونراقب تلك النجوم اللامعة ,والكواكب
المختلفة ,لنفكر بخيالنا بين جنباتها وعلومها,هذه تلمع وأخرى ترجم شيطـــــــان,وأخرى قريبة وتلك بعيدة, ومنها كبيرة وصغيرة ,زينة للسماء,وهدى للحائر ,يضيء بينهم بدر أو هلال ,ويخيم عليها سحب أحيانا أومطر.
من خلقها ؟من أبدعها؟وهل هذه كلها أسرارها؟بل لايعلمها إلا هو.
لو تأملنا إلى أصابع يدينا!!كم فيها من الأسرار العجيبة؟
بصمات مختلفة ,دماء تجري فيها ,يخالطها الغذاء,أعصاب متصلة بالمخ سريعة الاستجابة ,حركات إرادية وغير إرادية ,تستجيب للبارد والحار ,تغير لونها دليل مرض وإنذار ,بها تكتشف أمراض القلوب والعلل,خلايا حساسة رقيقة ناعمة ,خلقها الله في أحسن صورة .
ألا يدعو ذلــــــك للتفكر والتأمل؟؟؟
عبادة التفكر فـــي آيـــات اللـــه تعالى الكـــــونيــة هجرها الكثيرون,وهذا الهجر بسبب خلل في الوعي الإسلامي ,لأن التفكر من أعمال القلب ,والقران الكــريم يدعو إلى النظر والتفكير والتأمل ,ويدرب العقل على طرح الأسئلة ,وقد مدح الله المتفكرين في ملكوت السماوات والأرض فــــي كتــــــابه العــــــــزيز:
قال تعالـــى(إن فــي خلق السماوات والأرض واختلاف الليل والنهار لآيات لأولي الألباب ,الذين يذكرون الله قياما وقعودا وعلى جنوبهم ويتفكرون في خلق السماوات والأرض ربنا ما خلقت هذا باطلا سبحانك فقنا عذاب النار)
آل عمران.191,190
كيــــــفية الارتقاء بهذه العبادة:
مــــــا أجمل أن نربط هذا التأمل والتفكر بتسبيح لله أو ذكر له تــــــعالى فيزيد إيماننا به سبحانه وإدراكنا
لعظمته ,فيؤدي إلى العمل بآيات كثيرة من كتاب الله تعالى والعمل بسنة النبي صلى الله عليه وسلم.
وتركيز الذهن مع تلك الآلاء والنعم من حولنا يهدئ النفس ويعالج من التوتر والقلق,وهذا العلاج يطبق حاليا في أمريكا وأوروبا وأخر ما توصلوا إليه لعلاج الضغوط النفسية المزمنة وله تأثير كبير على مقاومة الأمراض العضوية, وتحسين صحة الإنسان الجسمية بتغيير أفكاره وانفعالاته ومشــــــــاعره.
ومــــــا أروع من يتفكر في يومه قبل نومه ويتأمل أحداث ذلك اليوم , وأفعاله المختلفة و يحاسب نفسه على كل كبيرة وصغيرة ,ولا يدع للشيطان عليه سبيلا ً.
يسامح ويعفو ويغفر ويعمل الخيــــــــــر ويحتسب ذلك عند الله, ويــــــصفي قلــــــــبه من كل شـــــــــائبة.
وعليـــــكم الســــلام ورحمة اللـه وبركــــاته))
أتمنـــى لكم الاستفادة من الموضوع